نقلت لينزي شوتل، مراسلة النيويورك تايمز في لندن والمتخصصة في أخبار أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، عن المنظمة الدولية للهجرة إعلانها عن وفاة 42 شخصاً بعد انقلاب زورق مطاطي كان يقلّ مهاجرين قبالة سواحل ليبيا هذا الشهر. ينتمي معظم الضحايا المفترضين إلى موجة اللاجئين الفارين من الصراع الدموي في السودان.
 

مأساة رحلة البحر المتوسط
انطلق الزورق من ميناء زوارة الليبي في الثالث من نوفمبر وعلى متنه 49 مهاجراً، وانقلب بعد ست ساعات فقط نتيجة أمواج عالية عطلت المحركات، وفق بيان المنظمة.
نجا عدد قليل من الركاب الذين ظلّوا طافين في البحر نحو ستة أيام قبل أن تصلهم فرق خفر السواحل الليبية الأسبوع الماضي. وأشارت جوليا بلاك، مديرة مشروع المهاجرين المفقودين، إلى أنّ حصيلة الوفيات في هذه السنة على طريق البحر المتوسط تجاوزت بالفعل 1,000 شخص، ووصفت الحادث بأنه "معلم مأساوي" في سلسلة مستمرة منذ 2014.

شهدت السنوات الـ11 الأخيرة وفاة أكثر من 33,000 شخص أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط، بينما تكافح الحكومات على جانبي المتوسط لوقف تدفق المهاجرين واللاجئين من إفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا. وقارنت بلاك حادثة الزورق هذه بأحداث مشابهة، مشيرة إلى أن المسافة القصيرة من الشاطئ تبيّن أنّ الزورق لم يقطع مسافة كبيرة قبل انقلابها.
 

الضحايا والناجون
نجا سبعة رجال تلقوا العلاج الطبي الطارئ قبل أن تنقلهم السلطات الليبية إلى مركز احتجاز في طرابلس.
أوضحت المنظمة الدولية أن من بين الذين يُعتقد وفاتهم ثمانية أشخاص من الصومال، ثلاثة من الكاميرون، واثنان من نيجيريا، بينما كان معظمهم من السودان الفارين من الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

سجلت هذه السنة وصول نحو 3,600 سوداني إلى إيطاليا، بينما وصلت أعداد أقل إلى جزيرة كريت اليونانية. ومع ذلك، يشكّل هذا الرقم نسبة صغيرة مقارنة بالعدد الكلي للسودانيين الذين نزحوا بسبب الحرب.
 

ظروف ليبيا ومخاطر الرحلة
تنطلق معظم الرحلات البحرية الخطرة من ليبيا، حيث يواجه المهاجرون مخاطر الاستغلال والعنف، كما أنّ ليبيا لا تعتبر ميناء آمناً لتفريغ الركاب. وأكدت المنظمة أنّ جماعات حقوق الإنسان لطالما انتقدت أساليب السلطات الليبية في تتبع وترحيل المهاجرين، ما يزيد معاناة الفارين من الحروب.

يبقى البحر المتوسط طريقاً محفوفاً بالمخاطر للسودانيين الباحثين عن الأمان، ويُسلّط هذا الحادث الضوء على مأساة اللاجئين الذين يغامرون بحياتهم هرباً من الصراع الدموي في وطنهم، وسط تقاعس المجتمع الدولي عن توفير حلول إنسانية عاجلة وفعالة.

https://www.nytimes.com/2025/11/12/world/africa/sudan-migrants-shipwreck-libya.html